حوار خاص مع الدكتور أحمد فريد: صوت العدالة و ادب القانون

حوار خاص مع الدكتور أحمد فريد: صوت العدالة و ادب القانون

في عالم تتسارع فيه التحديات القانونية وتتقاطع فيه النصوص مع الواقع، تبرز شخصيات قانونية ملهمة تجمع بين العلم والعمل، وبين الفكر والتطبيق. ومن بين هؤلاء الدكتور أحمد فريد، المحامي بالنقض والدستورية العليا، والباحث القانوني المعروف، الذي أضاف بصمة واضحة في مجال القضاء الإداري والإلغاء، وكان لنا معه هذا الحوار الشيق.

١- نحب ان نعرف جمهور منصة حكمت اكثر عن من هو أ. د. أحمد فريد؟

محامٍ بالنقض والإدارية العليا والدستورية العليا، وباحث ومؤلف قانوني ، حاصل على دبلوم في القانون العام من جامعة عين شمس عام 2015، وعلى درجة الدكتوراه في العلوم الإدارية من الجامعة الأمريكية للعلوم . نشأت في بيت يقدّس العلم ويحتفي به، حيث كان والدي، الأستاذ الدكتور محمد فريد، أستاذ الإرشاد الزراعى والتنمية الريفيه ووكيل معهد بحوث الإرشاد الزراعى سابقاً ، نموذجًا للعالم المخلص لمجاله ، زرع في نفسي منذ الصغر حبّ المعرفة والبحث، وكان لتوجيهه ودعمه الدور الأهم في تشكيل وعيي العلمي والمهني، فكان العلم بالنسبة لي ليس مجرد مسار دراسي، بل أسلوب حياة. عملت مستشارًا قانونيًا لعدد من الشركات والأفراد، وشاركت في العديد من الفعاليات القانونية والفكرية، وقد نلت وسام الإبداع في ملتقى المبدعين العرب (النسخة الثانية – دبي، 2024)، ودرع التفوق من النقابة العامة للمحامين في مصر، تكريمًا لجهودي في خدمة المهنة والبحث القانوني .كما تم ترشيحي من قبل إتحاد رواد الأعمال العرب لجائزة مُلهم الدولية وحصلت على جائزة شخصية العام للبحوث القانونية والقضاء العربي والعدالة . 

٢- سعداء بنشر كتاب سيادتكم الأخير و نرجو ان نعرف هل هذا هو اول كتاب لحضرتكم بالاسواق؟

ليس أول كتاب ، حيث صدر لى كتابين المعنونين ( معيار تمييز الأموال العامة – العقود الإدارية ) ، وهناك عشرات الأبحاث القانونية المنشورة والعديد من المقالات القانونية بجريدة البلاد البحرينية ، وجريدة نبض الإمارات والتى أشرف بتمثيلها كمستشار قانونى


٣- ما هو الدافع و الافكار التي أدت بسيادتكم لكتابه كتاب عن قضاء الالغاء؟ و ما هو قضاء الالغاء؟

عند الحديث عن قضاء الإلغاء، تبرز ضرورة التعرّف على ماهية القرار الإداري، بوصفه محل دعوى الإلغاء وركيزتها الأساسية. فالقرار الإداري يُعدّ عملاً قانونيًا يصدر عن الإدارة العامة بإرادة منفردة، ويُعد من أقوى الوسائل القانونية التي تمكّن الإدارة من أداء مهامها المتعددة، لما يتمتع به من صفة الإلزام وما يرتبط به من سلطة التنفيذ الجبري، إذ يُلزم القرار الإداري الأفراد باحترامه وتنفيذه، ويمنح الإدارة الحق في تنفيذه جبراً إن اقتضى الأمر، استنادًا إلى ما تملكه من صلاحيات قانونية. غير أن هذه السلطة ليست مطلقة، فقد يشوب قرارات الإدارة أحيانًا نوع من التعسف أو الانحراف في استعمال السلطة، بما يُفقد القرار صفته المشروعة ويستوجب إلغاءه، وهنا يتجلى دور القضاء الإداري في ضبط أداء الإدارة، والتصدي لما قد يعتري قراراتها من عيوب، عبر إرساء مبادئ المشروعية، وضمان احترام القانون في كل ما يصدر عنها من تصرفات.


٤- كيف تري سيادتكم جهود الدوله القانونيه في هذا السياق ؟

جهود الدولة في إرساء مبدأ المشروعية تُعدّ من الركائز الأساسية لبناء دولة القانون، وتتمثل هذه الجهود في مجموعة من التدابير القانونية والتنظيمية والمؤسسية، ومن أبرزها : النصوص الدستورية والتشريعية  ، الرقابة القضائية على أعمال الإدارة ، دعم الهيئات الرقابية ،  تكريس مبدأ الشفافية والإفصاح،  تدريب وتأهيل الموظفين العموميين ، حماية الحقوق والحريات . 


٥- ما هي اكثر القضايا التي علقت بذهن حضرتكم اثناء كتابه هذا المقال؟

أكثر القضايا التى علقت فى ذهنى أثناء كتابة هذا المؤلف هى قضية لإحدى السيدات التى أنقطعت عن العمل لمدة تستوجب الفصل ، وتم صدور قرار الفصل وفوات مواعيد الطعن عليه فأصبح نهائيا ، ولكن وقمنا بالطعن على هذا القرار بالإلغاء وكان السند فى دعوانا أن تلك السيدة تعانى فى أثناء انقطاعها عن العمل  من مرض عقلى وهو مامنعها عن الذهاب الى العمل او حتى بلوغ العلم اليقينى بقرار الفصل ، وهو ما أفرد له القضاء الإدارى فى العديد من أحكامه تأصيلاً وتفصيلا من وجوب وصول العلم اليقينى الى من صدر له القرار وليس بمجرد النشر او الاعلان عنه ، وصدر الحكم فى تلك الدعوى بإلغاء قرار الفصل ، "... وصدر الحكم فى تلك الدعوى بإلغاء قرار الفصل ، وقد كانت معاناة تلك السيدة مريرة، امتزج فيها الألم النفسي بجفاء الإجراءات، حتى خُيل لها أن أبواب العدالة قد أُغلقت في وجهها، لكن بعون الله وتوفيقه، ثم بما يتمتع به قضاء مصر العريق من فطنة وعدل وضمير حي، عاد الحق إلى نصابه، وأثبتت العدالة أنها لا تغفل عن من طرق بابها مخلصًا مظلومًا."


٦- كيف يمكن ان يستفيد القارئ المتخصص و القاري العادي من هذا الكتاب؟

القارئ المتخصص ، من محامين وباحثين وأعضاء في الهيئات القضائية، سيجد في هذا الكتاب تحليلًا منهجيًا لأحكام قضاء الإلغاء، مدعومًا بأمثلة واقعية وتطبيقات عملية، تعينه على تعميق فهمه واستنباط المبادئ القانونية التي استقرت عليها المحاكم، أما القارئ غير المتخصص، فقد روعي في إعداد الكتاب تبسيط المفاهيم القانونية قدر الإمكان، بما يمكنه من فهم طبيعة القرار الإداري، والتعرف على حقوقه، والطرق المشروعة للطعن على القرارات غير المشروعه، مما يعزز وعيه القانوني ويمنحه أدوات الدفاع عن نفسه في مواجهة تعسف الإدارة." .


٧- ما هو اكثر موضوع تناولته شعرت ان القارئ لابد ان يكون ملم بهذه التفاصيل؟

من أكثر الموضوعات التي شعرت بأهمية أن يلم القارئ بتفاصيلها هو مبدأ المشروعية، باعتباره الركيزة الأساسية التي يقوم عليها قضاء الإلغاء، فهذا المبدأ لا يقتصر على كونه مجرد مصطلح قانوني، بل هو الضمان الحقيقي لحماية حقوق الأفراد من تعسف الإدارة، وهو الحد الفاصل بين سلطة الإدارة وحقوق المواطن، ومن دون فهم دقيق لهذا المبدأ، يصعب إدراك متى يكون القرار الإداري مشروعًا، ومتى يتجاوز حدوده القانونية، وبالتالي متى يجوز الطعن عليه أمام القضاء. لذا حرصت على تناول مبدأ المشروعية بأسلوب يوازن بين الدقة القانونية والوضوح، ليكون في متناول القارئ المتخصص وغير المتخصص على حد سواء."

 
٨- كيف تري مستقبل القضاء المصري و نقاط قوته؟

يتمتع القضاء المصري بتاريخ عريق ومكانة راسخة، فهو أحد أقدم النظم القضائية في المنطقة، وكانت مصر من أوائل الدول التي أرست دعائم العدالة وسيادة القانون. ومن أبرز نقاط قوته أنه قائم على نظام التقاضى على درجتين، مما يضمن إعادة النظر في الأحكام وتكريس مبدأ العدالة التدرّجية، كما أن استقلال السلطة القضائية مكفول بموجب الدستور، وهو ما يُعدّ حجر الزاوية في تحقيق العدالة وحماية الحقوق والحريات ، ومع التطورات التشريعية والتقنية المتسارعة، يخطو القضاء المصري بثبات نحو التحديث، مع الحفاظ على ثوابته وقيمه الأصيلة، وهو ما يجعل مستقبله واعدًا في ترسيخ دولة القانون والمؤسسات."


٩- ما هي نصائح سيادتكم للمحاميين الجدد؟

نصائح للمحامين الجدد :

- احرص على التعلّم المستمر ، القانون متجدد، والأحكام القضائية تتطور، فاحرص على متابعة التشريعات وأحدث الاتجاهات القضائية، وخصص وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا للمطالعة القانونية.

- احترام المهنة ورسالتها ، المحاماة ليست فقط مهنة، بل رسالة سامية تقوم على نصرة المظلوم والدفاع عن الحق، فكن دائمًا أمينًا مع موكلك، نزيهًا في عملك، ومخلصًا في أداء واجبك.

- حافظ على لياقتك اللغوية والبيانية ، صياغة المذكرات والدفوع تحتاج إلى وضوح وقوة في التعبير، فاهتم بلغتك القانونية وتدرّب على الصياغة المحكمة.

- تأنّ في خطواتك ولا تتعجل النتائج ، القضايا لا تُحسم في يوم وليلة، فكن صبورًا، دقيقًا في تحضير ملف الدعوى، ولا تستهن بأي مستند أو تفصيلة.

-احترم زملاءك وخصومك ، حسن التعامل مع الزملاء والقضاة والخصوم من أساسيات النجاح، فالأخلاق المهنية لا تقل أهمية عن الكفاءة القانونية.

- استفد من الخبرات السابقة، لا تتردد في طلب المشورة من محامين ذوي خبرة، فالتعلّم من تجارب الآخرين يختصر كثيرًا من الطريق.

- كن مستعدًا دائمًا، الحضور أمام المحكمة يحتاج لتحضير جيد، وفهم دقيق لأوراق الدعوى، فلا تذهب إلى جلسة دون مراجعة كاملة لملفك.


١٠- هل يتوفر نسخ من هذا الكتاب اونلاين ام في المكتبات؟

سوف يكون الكتاب متوفراً بنسخه ورقية فى جميع المكتبات بمصر والدول العربيه منها ( مملكة البحرين – الامارات – سلطنه عمان – الكويت – المملكة العربية السعودية ) .

 

ختامًا

الدكتور أحمد فريد هو نموذج للمحامي والباحث الذي يجمع بين العلم الراسخ والرؤية الإصلاحية، وبين الدفاع عن العدالة والعمل على نشر الوعي القانوني. حواره يكشف عن عقل ناضج، وقلب منحاز للحق، وتجربة تستحق أن تُروى وتُستلهم.

 

للبحث عن محامي داخل محافظتك أضغط هنا

قانون الاجراءات الجنائية الجديد 2025

قانون العمل المصري الجديد 2025

قانون المرور الجديد في مصر 2025